جديد الجمعية في الصحافة الإلكترونية

هسبريس ـ و.م.ع

الجمعة 07 مارس 2014 - 11:15

يواصل فريق من الباحثين المغاربة والاسبان في علوم الآثار والتراث الى غاية الاحد المقبل أبحاثه وتحرياته الاثرية بإقليم كلميم تندرج في سياق استكمال العمل الميداني الذي انطلق بحوض وادي نون من منبعه إلى مصبه منذ 1995.

وتهم هذه الأبحاث التي تأتي في سياق التعاون بين المغرب وإسبانيا ، موقع "تاكاوست لقصابي" (حوالي 12 كلم جنوب غرب مدينة كلميم) الذي سبق للفريق المغربي الاسباني ان شرع في تحرياته بهذا الموقع خلال شهر مارس من سنة 2012.

وأبرز يوسف بوكبوط، أستاذ باحث في علوم الآثار والتراث، الذي يترأس البعثة المغربية الاسبانية أن منطقة لقصابي التي تتواصل بها عملية البحث للمرة الثانية على التوالي من طرف البعثة المغربية الاسبانية توجد فوق موقع اثري مهم بالنسبة لتاريخ المغرب وشمال افريقيا ألا وهو موقع "تكاوست "الذي تعتبره المصادر التاريخية أكبر مدينة في سوس الاقصى خلال العصور الوسطى.

وأضاف أن هذه الحاضرة بحكم أهميتها التجارية كمركز كبير لتجارة القوافل العابرة للصحراء، كانت تضم ممثلين تجاريين لأكبر المدن المتوسطية كمرسيليا والبندقية وجنوة إلى جانب تمثيليات سياسية من بينها قنصلية ملوك الكاتوليك الاسبان.

وأبرز ان هذه المدينة الاثرية بحكم شساعتها لا يمكن معرفة خباياها في فترة زمنية وجيزة موضحا ان النتائج الأولية للأبحاث بهذه المدينة أسفرت عن تحديد ثلاث مستويات من السكن على فترات زمنية متعاقبة من الأعلى إلى الأسفل (ما بين القرنين 16 و 14 الميلاديين) واكتشاف سور.

وأضاف أن البعثة الاثرية ستحدد في وقت لاحق ما اذا هذا السور هو الذي كان يحيط آنذاك بالمدينة بأكملها أم هو مجرد جزء لإحدى القصبات التي كانت تتكون منها مدينة "تكاوست" .

وأكد أنه بموازاة مع الأبحاث الأثرية، يقوم الفريق الأثري بعملية تحسيس الساكنة المحلية والمجتمع المدني والمنتخبين والسلطات الاقليمية بأهمية هذا الموقع الذي يتعرض للتلف والتخريب جراء التوسع العمراني في أفق المطالبة بتصنيفه ضمن التراث الوطني لحمايته قانونيا لفائدة الاجيال المقبلة.

ودعا يوسف بوكبوط بهذه المناسبة الى تثمين التراث الثقافي والاركيولوجي الذي تم اكتشافه بمنطقة وادي نون والعمل على استثماره اقتصاديا لتحسين مستوى عيش الساكنة المحلية بهذه المنطقة.

ومن جانبه، أبرز ليتوس الحسين استاذ باحث في مجال التراث والتنمية بالمنطقة ومشارك في التنقيبات الاثرية الحالية في تصريح مماثل أن منطقة "تاكاوست لقصابي" اضطلعت بدور كبير في صناعة تاريخ المغرب بشكل عام خصوصا من خلال تجارة القوافل الصحراوية.

واوضح أن هذا الموقع الذي يتعرض للتلف من خلال تدخلات الانسان والعوامل الطبيعية يتعين المحافظة عليه من خلال توعية الساكنة المحلية بأهميته الاقتصادية ووقف زحف العمران الذي أصبح يجتاحه.

ودعا بهذه المناسبة الى توحيد الجهود بين جميع المتدخلين لإنقاذ هذا الموروث الثقافي لتمكين الاجيال المتعاقبة من الاطلاع على رصيد هذه المنطقة التي ساهمت بشكل كبير في صنع تاريخ المغرب.

وكان المسح الأثري الذي غطى حوض وادي نون منذ 1995 على طول 150 كلم قد مكن من اكتشاف أزيد من 400 موقع يكتسي أهمية أركيولوجية وإثنوغرافية يمتد تاريخها ما بين فترة ما قبل التاريخ والعهد الإسلامي.

ومن أبرز المواقع التي شملها البحث من طرف البعثة المغربية الإسبانية ? "ادرار زرزم " بمنطقة تغجيجت ( حوالي 80 كلم شمال شرق كلميم ) الذي يضم نقوشا صخرية ومقابر جنائزية ترجع لفترة ما قبل التاريخ و"تيكمي اوكليد" ( دار السلطان) وهي قصبة موحدية تطل على واحة نفس المنطقة وموقع نول لمطة باسرير ( 12 كلم شرق كلميم ) الذي صنفته المصادر التاريخية من أقدم المراكز الحضرية في الجنوب المغربي فضلا عن المخازن الجماعية بقرية أمتودي ( 120 كلم شمال شرق كلميم ) التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر الميلادي.

وللإشارة فإن الأبحاث الأثرية المغربية الاسبانية التي تهم حاليا منطقة لقصابي منذ 28 فبراير الماضي تمت بشراكة وتنسيق مع جمعية " تكاوست" للتنمية.

المصدر


اكتشاف ما يعتقد انه سور خارجي لقصبة من القصبات التي تتكون منها مدينة تكاوست التاريخية



نبش بعض منازل القصبة للبحث عن معطيات جديدة تثري التأريخ لهذه المدينة الأثرية المطمورة

كشف جانب من البيوت المكونة للقصبة ومحاولة مسحها طوبوغرافيا من طرف مختصين 



بعض مما عثر عليه أثناء النبش في الموقع الأثري لمدينة تكاوست التاريخية

ترقيم و تصنيف ما عثر عليه لإجراء الدراسات الازمة في مراكز البحث الأركيولوجي